الأسرة المسلمة نواة المجتمع الصالح، فصلاح الفرد من صلاح الأسرة، وصلاح المجتمع بأسره كذلك من صلاح الأسرة.
اهتم الإسلام اهتماماً لا مزيد عليه بشأن الأسرة، وأُسُسِ تكوينها، وأسباب دوام ترابطها، لتبقى الأسرة المسلمة شامخة يسودها الوئام، وترفرف عليها المحبة، وتتلاقى فيها مشاعر المودة والرحمة، قال - تعالى -: ( وَمِن ءايَـاتِهِ أَن خَلَقَ لَكُم مّن أَنفُسِكُم أَزواجاً لّتَسكُنُوا إِلَيهَا وَجَعَلَ بَينَكُم مَّوَدَّةً وَرَحمَةً ) [الروم: 21]، ولتعيش الأسرة المسلمة وِحدة شعور ووِحدَة عواطف قال - تعالى -: ( هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُم وَأَنتُم لِبَاسٌ لَّهُنَّ ) [البقرة: 187].
بيَّن القرآن للأزواج أن كلا منهما ضروري للآخر ومتمم له، قال - تعالى -: ( هُوَ الَّذِى خَلَقَكُم مّن نَّفسٍ, واحِدَةٍ, وَجَعَلَ مِنهَا زَوجَهَا لِيَسكُنَ إِلَيهَا ) [الأعراف: 189]، ولا يتصور أن تقوم حياةٌ إنسانية على استقامة إذا هُدمت الأسرة، والذين ينادون بحلّ نظام الأسرة لا يريدون بالبشرية خيراً، وقد كانت دعوتهم ولا زالت صوتاً نشازاً على مرّ التأريخ.
تقوم الأسرة على أساس التفاهم، وتمارس أعمالها بتشاور، ويبني حياتها على التراضي، هذا بيان قرآني بليغ يجلي هذه المبادئ الساميةº فعند رضاع الأولاد، وفطامهم ولو بعد الانفصال يقول - تعالى -: ( وَالوالِداتُ يُرضِعنَ أَولَـادَهُنَّ حَولَينِ كَامِلَينِ لِمَن أَرَاد أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ، إلى قوله: فَإِن أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ, مّنهُمَا وَتَشَاوُرٍ, فَلاَ جُنَاحَ عَلَيهِمَا ) [البقرة: 233].
الأسرة التي تروم السعادة، وتبحث عن الاستقرار، تبني حياتها على أسس راسخة، أبرزها رعاية واحترام الحقوق بين الزوجين، المعاشرة بالمعروف، فتح آفاق واسعة من المشاعر الفياضة، ليتدفق نبع المحبة وتقوى الرابطة، وهنا يجد الأزواج السكن النفسي الذي نصّ عليه القرآن.
بمثل هذا الرسوخ تؤمّن الأسرة من التصدّع، وإذا نشأ خلاف فإن المحبة الصادقة والمودة ستذيبه.
قراءة و تحميل كتاب دور المدرسة فى التنشئة الاجتماعية عند الاطفال PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب دليل الأسرة في معاملة ذوي صعوبات التعلم PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب آيات الرضــاع في القرآن هدايات وأحکام PDF مجانا